فصل: موعظة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: موارد الظمآن لدروس الزمان



.موعظة:

عباد الله اغتنموا الطاعات فأيام المواسم معدودة وانتهزوا فرض الأوقات فساعات الإسعاد محدودة وجدوا في طلب الخيرات فمناهل الرضوان مورودة وقوموا على قدم السداد واتقوا الله الذي إليه تحشرون.
وكونوا من الذين يدعون ربهم خوفًا وطمعًا ومما رزقهم ينفقون قال تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ * َمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
فيا سعادة أولى الطاعات الذين اجتباهم مولاهم لدار السلام واصطفاهم لحظيرة قدسه وأوردهم مناهل الإنعام وأولاهم حلاوة الأنس ووالاهم بمواهب الإكرام وسقاهم من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
ويا مسرة من شاهد معالم الرشد فسلك مسالكه وكان من المستبشرين الذين يوم القيامة وجوهم مسفرة ضاحكة لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون.
فتدبروا عباد الله الأمر وانظروا بعين الناقد البصير وتذكروا العرض يوم الفزع الأكبر بين يدي رب العالمين العليم الخبير واعلموا أن الظالمين ما لهم من ولي ولا نصير يوم يقال: {هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.
أَلا يَا نَفْسُ هَلْ لَكَ فِي صِيَامٍ ** عَنِ الدُّنْيَا لَعَلَّكَ تَهْتَدِينَا

يَكُونُ الْفِطْرِ وَقْتُ الْمَوْتِ مِنْهَا ** لَعَلَّكِ عِنْدَهُ تَسْتَبْشِرِينَا

أَجِبِينِي هُدِيتَ وَأَسْعِفِينِي ** لَعَلَّكِ فِي الْجَنَانِ تُخَلَّدِينَا

آخر:
لا تَبْكِ لِلدُّنْيَا وَلا أَهْلِهَا ** وَابْكِ لِيَوْمٍ تَسْكُنِ الْحَافِرَةْ

وَابْكِ إِذَا صِيحَ بِأَهْلِ الثَّرَى ** فَاجْتَمِعُوا فِي سَاعَةِ السَّاهِرَةْ

وَيْلَكِ يَا دُنْيَا لَقَدْ قَصَّرَتْ ** آمَالُ مَنْ يَسْكُنُكِ الآخِرَةْ

آخر:
وَاذْكُرْ مُنَاقَشَةِ الْحِسَابِ فَإِنَّهُ ** لا بُدَّ يُحْصَى مَا جَنَيْتَ وَيُكْتَبُ

لَمْ يَنْسَهُ الْمَلَكَانِ حِينَ نَسِيتَهُ ** بَلْ أَثْبَتَاهُ وَأَنْتَ لاهٍ تَلْعَبُ

اللهم ثبت محبتك في قلوبنا ثبوت الجبال الراسيات واشرح صدرنا ويسر أمورنا وألهمنا ذكرك وشكرك واغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

.فصل فيما يستحب لمن آيس من حياته:

إذا فهمت ذلك فاعلم أنه ينبغي لمن آيس من حياته بل يستحب له بتأكد أن يكثر من قراءة القرآن والأذكار ويكره له الجزع وسوء الخلق والشتم والمخاصمة والمنازعة في غير الأمور الدينية في الدفاع عنها ويستحب أن يكون شاكرًا لله تعالى بقلبه ولسانه ويستحضر في ذهنه أن هذا آخر أو فاته من الدنيا فيجتهد على ختمها بخير ويكثر من قول لا إله إلا الله.
ويبادر إلى أداء الحقوق إلى أهلها من رد المظالم والعواري والودائع والغصوب ويستحل أهله وزوجته ووالديه وأولاده وغلمانه وجيرانه وأصدقائه وزملاءه وكل من كانت بينه وبينه معاملة أو مصاحبة في سفر أو غيره أو له تعلق بشيء.
وأخرج البيهقي وابن عساكر عن عبادة بن محمد بن عبادة ابن الصامت قال: لما حضرت عبادة رضي الله عنه الوفاة قال: أخرجوا إلي موالي وخدمي وجيراني ومن كان يدخل علي فجمعوا له فقال: إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي علي من الدنيا وأول ليلة من الآخرة.
وإني لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء وهو والذي نفسي بيده القصاص يوم القيامة وأحرج إلى أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتص مني من قبل أن تخرج نفسي فقالوا: بل كنت والدًا وكنت مؤدبًا. قال: وما قال لخادم سواء قط فقال: أعفوتم ما كان من ذلك. قالوا: نعم. قال: اللهم أشهد... الخ.
وورد أن عبد الله بن عمرو لما حضرته الوفاة قال: انظروا فلانًا فإني كنت قلت له في ابنتي قولاً كشبه العدة فما أحب أن ألقى الله بثلث النفاق فأشهدكم أني قد زوجته.
وينبغي أن يوصي بأمور أولاده إن لم يكن جد يصلح للولاية ويوصي بما لا يتمكن من فعله في الحال من قضاء الديون ونحو ذلك وأن يكون حسن الظن بالله تعالى راجيًا عفوه ومغفرته ورحمته وإحسانه.
ويستحضر في ذهنه أنه حقير في مخلوقات الله تعالى وأن الله تعالى غني عن عذابه وعن طاعته وأنه عبده ولا يطلب العفو والإحسان والصفح والامتنان إلا منه جل وعلا وتقدس ويحث أولاده على الدعاء له والصدقة عنه.
وَإِذَا رَأَيْتَ بِنِيكَ فَاعْلَمْ أَنَّهُمْ ** قَطَعُوا إِلَيْكَ مَسَافَة الآجَال

وَصَلَ الْبَنُونَ إِلَى مَحَلِّ أَبِيهِمْ ** وَتَجَهَّزَ الآبَاءُ لِلترْحَال

آخر:
لِي خَمْسٌ وَثَمَانُونَ سَنَةْ ** فَإِذَا قُدْوَتُهَا كَانَتْ سَنَةْ

إِنَّ عُمْرَ الْمَرْءِ مَا قَدْ عَمَّرَهْ ** فِي التُّقَى وَالزُّهْدِ طُولَ الأَزْمِنَةْ

ويستحب أن يكون مُتَعَاهِدًا نفسه بقراءة آيات من القرآن العزيز في الرجاء وكذلك أحاديث الرجاء يقرؤها أو يجعل من يقرؤها عليه وأن يكون خيره متزايدًا ويحافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها.
ويجتنب النجاسات ويحرص على التطهر ويصبر على مشقة ذلك وكذا باقي وظائف الدين يحرص على أدائها كاملة مكملة وليحذر من التساهل في ذلك فإنه أقبح القبائح أن يكون آخر عهده من الدنيا التي هي مزرعة الآخرة التفريط فيما وجب عليه أو ندب إليه.
وليجتهد في ختم عمره بأكمل الأحوال ويستحب أن يوصي أهله وأصحابه بالصبر عليه في مرضه واحتمال عما يصدر منه ويوصيهم أيضًا بالصبر على مصيبتهم به ويوصيهم بالرفق بمن يخفه من طفل وغلام وجارية ويوصيهم بالإحسان إلى أصدقائه ويعلمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن من أبر البر أن يصل الرجل أهله ود أبيه».
وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكرم صواحبات خديجة رضي الله عنها بعد وفاتها.
ويوصيهم بتعاهده بالدعاء وفعل ما يقرب إلى الله وينوي الثواب له وذلك كالحج والصدقة والأضحية وطبع المصاحف والكتب الدينية المقوية للشريعة المحمدية والإعانة على بناء المساجد.
وكالعين الجارية ونحو ذلك ويوصيهم بأن لا ينسوه بل تعاهدوه بالدعاء له ولوالديه.
يَا مَنْ سَيَنْأَى عَنْ بَنِيهْ ** كَمَا نَأَى عَنْهُ أَبُوهْ

مَثِّلْ لِنَفْسِكَ قَوْلهُمْ ** جَاءَ الْيَقِينُ فَوَجِهُوهْ

وَتَحَلَّلُوا مِنْ ظُلْمِهِ ** قَبْلَ الْمَمَاتِ وَحَلِّلُوهْ

آخر:
إِنِّي لأَشْكُو خَطْوبًا لا أُعِيِّنُهَا ** لِيَبْرَأُ النَّاسُ مِنْ عُذْرِي وَمِنْ عَذْلِي

كَالشَّمْعِ يَبْكِي فَمَا يَدْرِيِ أَعِبْرَتُهُ ** مِنْ صُحْبَةِ النَّارِ أَمْ مِنْ فُرْقَةِ الْعَسَل

ويستحب أن يقول لهم في وقت بعد وقت: متى رأيتم مني تقصيرًا في شيء انهوني عنه برفق ولطف لأن النفس تضعف في ذلك الوقت وأدوا إِلَيَّ النصيحة في ذلك فإني معرض للغفلة والسهو والكسل والإهمال فإذا قصرت فنشطوني وعاونوني على التأهب لهذا السفر البعيد والتغرب المخيف.
وَلَمْ تَتَزَوَّدْ لِلَّرِحِيلِ وَقَدْ دَنَا ** وَأَنْتَ عَلَى حَالٍ وَشِيكٍ مُسَافِرُ

فَيَا لَهْفَ نَفْسِي كَمْ أُسَوِّفُ تَوْبَتِي ** وَعُمْرِي فَانٍ وَالرَّدَى لِي نَاظِرُ

وَكُلُّ الَّذِي أَسْلَفْتُ فِي الصُّحُفِ مُثْبَتٌ ** يُجَازِي عَلَيْهِ عَادِلُ الْحُكْمِ قَادِرُ

آخر:
لَهْفِي عَلَى عُمْرِي الَّذِي ضَيَّعْتُهُ ** فِي كُلِّ مَا أَرْضَى وَيُسْخِطُ مَالِكِي

وَيْلِي إِذَا عَنَتِ الْوُجُوهُ لِرَبِّهَا ** وَدُعِيتُ مَغْلُولاً بِوَجْهٍ حَالِكَ

وَرَقِيبُ أَعْمَالِي يُنَادِي قَائِلاً ** يَا عَبْدَ سُوءٍ أَنْتَ أَوَلَ هَالِكَ

لَمْ يَبْقَ مِنْ بَعْدِ الْغِوَايَةَ مَنْزِلٌ ** إِلا الْجَحِيم وَسُوء صُحْبَةِ مَالِكِ

آخر:
تُخَرِّبُ مَعْمُورًا وَتُعَمِّرُ فَانِيًا ** فَلا ذَاكَ مَوْفُورٌ وَلا ذَاكَ عَامِرُ

وَهَلْ لَكَ إِنْ وَافَاكَ حَتْفُكَ بَغْتَةً ** وَلَمْ تَكْتَسِبْ خَيْرًا لِدَى اللهِ عَاذِرُ

أَتَرْضَى بِأَنْ تَفْنَى الْحَيَاةَ وَتَنْقَضِي ** وَدِينُكَ مَنْقُوصٌ وَمَالُكَ وَافِرُ

آخر:
كَمْ ضَاحِك وَالْمَنَايَا فَوْقَ هَامَتِهِ ** لَوْ كَانَ يَعْلَمُ غَيْبًا مَاتَ مِنْ كَمَدِ

مَنْ كَانَ لَمْ يُؤْت عِلْمًا فِي بَقَاءِ غَدٍ ** مَاذَا تفكره فِي رِزْقٍ بَعَدَ غَدِ

آخر:
كَفَى حَزَنًا أَنْ لا حَيَاةَ هَنِيَّةٍ ** وَلا عَمَلٌ يَرْضَى بِهِ اللهُ صَالِحٌ

فَامْهَدْ لِنَفْسِكَ وَالأَقْلامُ جَارِيَةٌ ** وَالتوب مُقْتَبَلٌ فَاللهُ قَدْ وَعَدَا

لا تَفْخَرَنَّ بِدُنْيَا أَنْتَ تَارِكُهَا ** عَمَا قَلِيل تَزُورُ الْقَبْرَ واللَّحْدَا

وإذا حضره النزعة فليكثر من قول لا إله إلا الله لتكون آخر كلامه فياله من ختام ويا له من طابع، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله».
ويستحضر أحاديث الرجال مثل حديث أبي ذر قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم ثم أتيته وقد استيقظ فقال: «ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة». قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق». الحديث متفق عليه.
وحديث ابن عباس أن ناسًا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا وزنوا وأكثروا فأتوا محمد صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذي تدعوا إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزل: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ}. الآيتين _ ونزل: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ}. الآية ونحو هذه الآية والأحاديث التي سبقت.
إِذَا أَتَى اللهُ يَوْمَ الْحَشْرِ فِي ظُلَلٍ ** وَجِيءَ بِالأُمَمِ الْمَاضِينَ وَالرُّسُلِ

وَحَاسَبَ الْخَلْق مَنْ أَحْصَى بِقُدْرَتِهِ ** أَنْفَاسُهُمْ وَتَوَفَّاهُمْ إِلَى أَجَلِ

وَلَمْ أَجِدْ فِي كِتَابِي غَيْرَ سَيِّئَةٍ ** تَسُوءُنِي وَعَسَى الإِسْلام يَسْلَمُ لِي

رَجَوْتُ رَحْمَةَ رَبِّي وَهِيَ وَاسِعَة ** وَرَحْمَةُ اللهِ أَرْجَى لِي مِنَ الْعَمَل

اللهم اجعل في قلوبنا نورًا نهتدي به إليك وتولنا بحسن رعايتك حتى نتوكل عليك وارزقنا حلاوة التذلل بين يديك فالعزيز من لاذ بعزك والسعيد من التجأ إلى حماك وجودك والذليل من لم تؤيده بعنايتك والشقي من رضي بالإعراض عن طاعتك اللهم نزه قلوبنا عن التعلق بمن دونك واجعلنا من قوم تحبهم ويحبونك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فصل: اعلم وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين لما يحبه ويرضاه أن في الجنائز عبر للبصير، وفيها تنبيه، وتذكير لأهل الغفلة، وأكثرهم لا تزيده مشاهدتها إلا قسوة، لأنهم يظنون أنهم أبدًا إلى جنائزهم ينظرون ولا يحسبون أنهم لا محالة على الجنائز يحملون أو يحسبون ولكنهم على القرب لا يقدرون ولا يتفكرون أن المحمولين على الجنائز هكذا كانوا مثلهم يحسبون فبطل حسبانهم وانقرض على القرب زمانهم.
والبصير لا ينظر إلى الجنائز وإلا ويقدر نفسه محمولاً عليها فإنه محمول عليها على القرب.
الغز بعضهم في النعش الذي يحمل عليه الميت إلى المقبرة:
أَتَعْرِفُ شَيْئًا فِي السَّمَاءِ يَطِيرُ ** إِذَا طَارَ هَاجَ النَّاسُ حَيْثُ يَسِيرُ

فَتَلَقَّاهُ مَرْكُوبَا وَتَلَقَّاهُ رَاكِبًا ** وَكُلُّ أَمِيرٍ يَعْتَرِيهِ أَسِيرُ

يَحُثُّ عَلَى التَّقْوَى وَيَكْرَهُ قُرْبُهُ ** وَتَنْفِرُ مِنْهُ النَّفْسُ وَهَوَ نَذِيرُ

وَلَمْ يَسْتَزْرِ عَنْ رَغْبَةٍ فِي زِيَارَةٍ ** وَلَكِنْ عَلَى رَغْمِ الْمَزُورِ يَزُورُ

كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلامَتُهُ ** يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءِ مَحْمُولُ

آخر:
فَلِلْمَوْتِ تَغْدُو وَالْوَلِدَاتُ سِخَالهَا ** كَمَا لِخَرَابِ الدَّهْرِ تَبْنِي الْمَسَاكِنُ

آخر:
أَلا وَكَمَا شَيَّعْتَ يَوْمًا جَنَازَةً ** فَأَنْتَ كَمَا شَيَّعْتَهُمْ سَتُشَيَّعُ

وكان بعضهم إذا رأى جنازة قال: اغدوا فإنا رائحون موعظة بليغة وغفلة سريعة يذهب الأول. والآخر لا عقل له. وقال آخر:
ما شهدت جنازة فحدثتني نفسي بشيء سوى ما هو مفعول به وما هو صائر إليه.
وقال الأعمش: كنا نشهد الجنائز فلا ندري من نعزي لحزن الجميع.
وقال ثابت البناني: كنا نشهد الجنائز فلا نرى إلا مقنعًا باكيًا.
هذا حال السلف والآن انظر إلى مشيعي الجنائز بعضهم يبحث بالعقار وبعضهم يتكلم ويضحك وبعضهم يعدد مخالفاته وينذر أن ترى المتفكر في جنازته إذا وصله الدور وحمل لقب المظلم بيت الوحدة بيت الدود والصديد والهوام.
يَا بَاكِيًا مِنْ خِيفَةِ الْمَوْتِ ** أَصَبْتَ فَارْفَعْ مِنْ مَدَى الصَّوْتِ

وَنَادِ يَا لَهْفِي عَلَى فُسْحَةٍ ** فِي الْعُمْرِ فَاتَتْ أَيّمَا فَوْتِ

ضَيَّعْتَهَا ظَالِمٌ نَفْسِي وَلَمْ ** أُصْغِ إِلَى مَوْتٍ وَلا مَيِّتِ

يَا لَيْتَهَا عَادَتْ وَهَيْهَاتَ أَنْ ** يَعُودُ مَا قَدْ فَاتَ يَا لَيْتِ

فَخَلِّ عَنْ هَذِي الأَمَانِي وَدَعْ ** خَوْضُكَ فِي هَاتٍ وَفِي هِيتِ

وَبَادِرْ الأَمْرَ فَمَا غَائِبٍ ** أَسْرَعُ إِتْيَانًا مِنَ الْمَوْتِ

كَمْ شَائِدٍ بَيْتًا لَيْغَنَى بِهِ ** مَاتَ وَلَمْ يَفْرُغْ مِنَ الْبَيْت

اللهم اسلك بنا سبيل الأبرار، واجعلنا من عبادك المصطفين الأخيار، وامنن علينا بالعفو والعتق من النار، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فصل:
قال عمر بن عبد العزيز لبعض جلسائه: يا فلان لقد أرقت الليلة أتفكر في القبر وساكنه إنك لو رأيت الميت بعد ثلاثة في قبره لاستوحشت من قربه بعد طول الأنس منك به لو رأيت بيتًا تجول فيه الهوام ويجري فيه الصديد وتخترقه الديدان مع تغير الريح وبلى الأكفان بعد حسن الهيئة وطيب الريح ونقاء الثياب ثم شهق شهقة خر مغشيًا عليه.
وكان يزيد الرقاشي يقول: أيها المقبور في حفرته والمتخلي في القبر بوحدته المستأنس في بطن الأرض بأعماله ليت شعري بأي أعمالك استبشرت، وبأي إخوانك اغتبطت، ثم بكي حتى يبل عمامته.
ثم يقول: استبشر والله بأعماله الصالحة، واغتبط بإخوانه المتعاونين على طاعة الله تعالى وكان الحسن بن صالح إذا أشرف على المقابر يقول: ما أحسن ظواهرك إنما الدواهي في بواطنك.
وكان عطاء السلمي إذا جن عليه الليل خرج إلى المقبرة ثم يقول: غدًا عطاء في القبور فلا يزال عطاء ذلك دأبه حتى يصبح ويروى أن فاطمة بنت الحسين نظرت إلى جنازة زوجها الحسن بن الحسين فغطت وجهها وقالت:
وَكَانُوا رَجَاءً ثَمَّ أَمْسُوا رَزِيَّةً ** لَقَدْ عَظُمَتْ تِلْكَ الرَّزَايَا وَجَلَّتٍ

وَقَالَ مَيمون بن مهران: خرجت مع عمر بن عبد العزيز إلى المقبرة فلما نظر إلى القبور بكى ثم أقبل عليَّ فقال: يا ميمون هذه قبور أبائي بني أمية كأنهم لم يشاركوا أهل الدنيا في لذتهم وعيشم أما تراهم صرعى قد حلت بهم المثلاث واستحكم فيهم البلى وأصابتهم الهوام مقيلاً في أبدانهم ثم بكى وقال: والله ما أعلم أحدًا أنعم ممن صار إلى هذه القبور وقد أمن من عذاب الله، ووجد مكتوب على قبر:
وَقِفْتُ عَلَى الأَحِبَّةِ حِينَ صَفَّتْ ** قُبُورُهُمْ كَأَفْرَاسِ الرِّهَانِ

فَلَمَّا أَنْ بَكِيتُ وَفَاضَ دَمْعِي ** رَأَتْ عَيْنَايَ بَيْنَهُمْ مَكَانِي

آخر:
وَنَاءٍ عَنِ الدُّنْيَا وَعَنْ أَعْيُنِ الْوَرَى ** وَحِيد لأَصْحَابِ الْقُبُورِ مُجَاوِرُ

آخر:
أَبَا غَانِمٍ أَمَا ذراك فَوَاسِعٌ ** وَقَبْرُكَ مَعْمُورُ الْجَوَانِبُ مُحْكَمُ

وَمَا يَنْفَعُ الْمَقْبُورُ عُمْرَانُ قَبْرِهِ ** إِذَا كَانَ فِيهِ جِسْمُهُ يَتَهَدَّمُ

قصيدة زهدية وعظية سقط بعضها وعوضناها عنه ما بين الأقواس:
لا تَأْسَفَنَّ عَلَى الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ** فَالْمَوْتُ لا شَكَّ يَفْنِينَا وَيَفْنِيهَا

وَمَنْ يَكُنْ هَمَّهُ الدُّنْيَا لِيَجْمَعُهَا ** فَسَوْفَ يَوْمًا عَلَى رَغْمٍ يُخَلِّيهَا

لا تَشْبَعُ النَّفْس مِنْ دُنْيَا تُجَمِّعُهَا ** وَبُلْغَهٌ مِنْ قَوَامِ الْعَيْشِ تَكْفِيهَا

اعْمَلْ لِدَارِ الْبَقَا رِضْوَانٌ خَازِنُهَا ** الْجَارُ أَحْمَدُ وَالرَّحْمَنُ بَانِيهَا

أَرْضٌ لَهَا ذَهَبٌ وَالْمِسْكُ طِينَتُهَا ** وَالزَّعْفَرَان حَشِيشٌ نَابِتٌ فِيهَا

أَنْهَارُهَا لَبَنٍ مَحْضٍ وَمِنْ عَسَلٍ ** وَالْخَمْرُ يَجْرِي رَحِيقًا فِي مَجَارِيهَا

وَالطَّيْرُ تُجْرِي عَلَى الأَغْصَانِ عَاكِفَةً ** تُسَبِّحُ اللهَ جَهْرًا فِي مَغَانِيهَا

مَنْ يَشْتَرِي قُبَّةً فِي الْعَدْنِ عَالِيَةً ** فِي ظِلِّ طُوبَى رَفِيعَاتٌ مَبَانِيهَا

دَلالُهَا الْمُصْطَفَى وَاللهُ بَائِعُهَا ** وَجِبْرَئِيلُ يُنَادِي فِي نَوَاحِيهَا

مَنْ يَشْتَرِي الدَّارَ فَي الْفِرْدَوْسَ يَعْمُرُهَا ** بِرَكْعَةٍ فِي ظَلامِ اللَّيْلِ يُخْفِيهَا

أَوْ سَدَّ جَوْعَةِ مِسْكِينٍ بِشَبْعَتِهِ ** فِي يَوْمِ مَسْبَغَه عَمّ الغَلا فِيهَا

النَّفْسُ تَطْمَعُ فِي الدُّنْيَا وَقَدْ عَلِمَتْ ** أَنَّ السَّلامَةَ مِنْهَا تَرْكُ مَا فِيهَا

وَاللهِ لَوْ قَنَعَتْ نَفْسِي بِما رُزِقَتْ ** مِنَ الْمَعِيشَةِ إِلا كَانَ يَكْفِيهَا

واللهِ وَاللهِ أَيْمَانٌ مُكَرَّرَةٌ ** ثَلاثَةٌ عَنْ يَمِينٍ بَعْدَ ثَانِيهَا

لَوْ أَنَّ فِي صَخْرَةٍ صَمَّا مُلَمْلَمَةٍ ** فِي الْبَحْرِ رَاسِيَةً مَلْسٌ نَوَاحِيهَا

رِزْقًا لِعَبْدٍ بَرَاهَا اللهُ لانْفَلَقَتْ ** حَتَّى تُؤَدَّى إِلَيْهِ كَلّ مَا فِيهَا

أَوْ كَانَ فَوْقُ طِبَاقِ السَّبْعِ مَسْلَكُهَا ** لَسَهَّلَ اللهُ فِي الْمَرْقَى مَرَاقِيهَا

حَتَّى يَنَالُ الَّذِي في اللَّوْحِ خَطّ لَهُ ** فَإِنَّ أَتَتْهُ وَإِلا سَوْفَ يَأْتِيهَا

أَمْوَالُنَا لِذَوِي الْمِيرَاثِ نَجْمَعُهَا ** وَدَارَنَا لِخَرَابِ الْبُومِ نَبْنِيهَا

لا دَارَ لِلْمَرْءِ بَعْدَ الْمَوْتِ يَسْكُنُهَا ** إِلا الَّتِي كَانَ قَبْلَ الْمَوْت يَبْنِيهَا

فَمَنْ بَنَاهَا بِخَيْرٍ طَابَ مَسْكَنُهُ ** وَمَنْ بَنَاهَا بِشَرٍّ خَابَ بَانِيهَا

وَالنَّاسُ كَالْحَبِّ وَالدُّنْيَا رَحَى نَصَبَتْ ** لِلْعَالَمِينَ وَكَفّ الْمَوْتِ يُلْهِيهَا

فَلا الإِقَامَةَ تُنْجِي النَّفْسَ مِنْ تَلَفٍ ** وَلا الْفِرَارُ مِنْ الأَحْدَاثِ يُنْجِيهَا

وَلِلنُّفُوسِ وَإِنْ كَانَتْ عَلَى وَجَلٍ ** مِنَ الْمَنِيَّةِ آمَالٌ تُقَوِّيهَا

فَالْمَرْءُ يَبْسُطُهَا وَالدَّهْرُ يَقْبِضُهَا ** وَالْبِشْرُ يَنْشُرُهَا وَالْمَوْتُ يَطْوِيهَا

وَكُلُّ نَفْسٍ لَهَا زَوْرٌ يُصَبِّحُهَا ** مِنْ الْمَنِيَّةِ يَوْمًا أَوْ يُمَسِّيهَا

تِلْكَ الْمَنَازِلُ فِي الآفَاقِ خَاوِيَةٌ ** أَضْحَتْ خَرَابًا وَذَاقَ الْمَوْتُ بَانِيهَا

كَمْ مِنْ عَزِيزٍ سَيَلْقَى بَعْدَ عِزَّتِهِ ** ذُلاً وَضَاحِكَةٌ يَوْمًا سَيَبْكِيهَا

وَلِلْمَنَايَا تُرَبِّي كُلُّ مُرْضِعَةٍ ** وَلِلْحِسَابِ بَرَى الأَرْوَاحَ بَارِيهَا

لا تَبْرَحُ النَّفْسُ تَنْعِي وَهِيَ سَالِمَةٌ ** حَتَّى يَقُومُ بِنَادِ الْقَوْمِ نَاعِيهَا

وَلَنْ تَزَالُ طِوَالَ الدَّهْرِ ظَاعِنَةٌ ** حَتَّى تُقِيمُ بِوَادٍ غَيْرَ وَادِيهَا

أَيْنَ الْمُلُوكِ الَّتِي عَنْ حَظِّهَا غَفَلَتْ ** حَتَّى سَقَاهَا بِكَأْسِ الْمَوْتِ سَاقِيهَا

أَفْنَى الْقُرُون وَأَفْنَى كُلّ ذِي عُمْرٍ ** كَذَلِكَ الْمَوْتُ يُفْنِي كَلَّ مَا فِيهَا

فَالْمَوْتُ أَحْدَقُ بِالدُّنْيَا وَزُخْرُفُهَا ** وَالنَّاسُ فِي غَفْلَةٍ عَنْ كُلِّ مَا فِيهَا

لَوْ أَنَّهَا عَقِلَتْ مَاذَا يُرَادُ بِهَا ** مَا طَابَ عَيْشٌ لَهَا يَوْمًا وَيُلْهِيهَا

نَلْهُوا وَنَأْمَلُ آمَالاً نَسُرُّ بِهَا ** شَرِيعَةُ الْمَوْتِ تَطْوِينَا وَتَطْوِيهَا

فَاغْرِسْ أُصُولَ التُّقَى مَا دُمْتَ مُقْتَدِرًا ** وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ بَعْدَ الْمَوْت لاقِيهَا

تَجْنِي الثِّمَارَ غَدًا فِي دَارٍ مُكَرَّمَةٍ ** لا مَنْ فِيهَا وَلا التَّكْدِيرُ يَأْتِيهَا

فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ دَائِمًا أَبَدًا ** بِلا انْقِطَاعٍ وَلا مَنْ يُدَانِيهَا

الأُذُنُ وَالْعَيْنُ لَمْ تَسْمَعْ وَلَمْ تَرَهُ ** وَلَمْ يَدْرِ فِي قُلُوبِ الْخَلْقِ مَا فِيهَا

فَيَا لَهَا مِنْ كَرَامَاتٍ إِذَا حَصَلَتْ ** وَيَا لَهَا مِنْ نُفُوسٍ سَوْفَ تَحْوِيهَا

وَهَذْهِ الدَّارُ لا تَغْرُرْكَ زَهْرَتُهَا ** فَعَنْ قَرِيبٍ تَرَى مُعْجِبُكَ ذَاوِيهَا

فَارْبَأْ بِنَفْسِكَ لا يَخْدَعَكَ لامِعُهَا ** مِنْ الزَّخَارِفِ وَاحْذَرْ مِنْ دَوَاهِيهَا

خَدَّاعَةٌ لَمْ تَدُمْ يَوْمًا عَلَى أَحَدٍ ** وَلا اسْتَقَرَّتْ عَلَى حَالٍ لَيَالِيهَا

فَانْظُرْ وَفَكَّرْ فَكَمْ غَرَّتْ ذَوِي طيشٍ ** وَكَمْ أَصَابَتْ بِسَهْمِ الْمَوتِ أَهْلِيهَا

اعْتَزَّ قَارُونُ فِي دُنْيَاهُ مِنْ سَفَهٍ ** وَكَانَ مِنْ خَمْرِهَا يَا قَوْمَ ذَاتِيهَا

يَبِيتُ لَيْلَتَهُ سَهْرَانٌ مٌنْشَغِلاً ** فِي أَمْرِ أَمْوَالِهِ فِي الْهَمِّ يَفْدِيهَا

وَفِي النَّهَارِ لَقَدْ كَانَتْ مُصِيبَتُهُ ** تَحُزُّ فِي قَلْبِهِ حَزًّا فَيُخْفِيهَا

فَمَا اسْتَقَامَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَلا قَبِلَتْ ** مِنْهُ الْوِدَادَ وَلَمْ تَرْحَمْ مُحِبِّيهَا

ثُمَّ الصَّلاةُ عَلَى الْمَعْصُومِ سَيِّدِنَا ** أَزَكَى الْبَرَيَّةَ دَانِيهَا وَقَاصِيهَا

موعظة:
قال الله جل وعلا: {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} الاعتبار: النظر في الأمور ليعرف بها شيء من غير جنسها، والأبصار: العقول والمعنى تدبروا.
إخواني: الدنيا دار عبرة ما وقعت فيها حبرة إلا وردفتها عبرة أين من عاشرناه كثيرًا وألفنا، أين من ملنا إليه بالوداد وانعطفنا، أين من ذكرناه بالمحاسن ووصفنا ما نعرفهم لو عنهم كشفنا، ما ينطقون لو سألناهم وألحفنا.
وسنصير كما صاروا فليتنا أنصفنا، كم أغمضنا من أحبابنا على كرههم جفنا، كم ذكرتنا مصارع من فنِيَ من يفنى، كم عزيز أحببنا دفنَّاه وانصرفنا، كم مؤنس أضجعناه في اللحد وما وقفنا، كم كريم علينا إذا مررنا عليه انحرفنا.
ما لنا نتحقق الحق فإذا أيقنا صدفنا، أما ضر أهله التسويف، وها نحن قد سوفنا، أما التراب فلماذا منه أنفنا، ألام ترغنا السلامة وكأن قد تلفنا.
أين حبيبنا الذي كان وانتقل، أما غمسه التلف في بحره وارتحل أما خلا في لحده بالعمل أين من جر ذيل الخيلاء غافلاً ورفل أما سافر عنا وإلى الآن ما قفل.
أين من تنعم في قصره وفي قبره قد نزل، فكأنه بالدار ما كان وفي اللحد لم يزل، أين الجبابرة الأكاسرة الأول الذين كنزوا العتاة الأول، ملك الأموال سواهم والدنيا دول.
تَنَامُ وَقَدْ أَعَدَّ لَكَ السّهَادُ ** وَتُوقِنُ بِالرَّحِيلِ وَلَيْسَ زَادُ

وَتُصْبِحُ مِثْلِ مِا تُمْسِي مُضَيِّعًا ** كَأَنَّكَ لَسْتَ تَدْرِي مَا الْمُرَادُ

أَتَطْمَعُ أَنْ تَفُوزَ غَدًا هَنِيًا ** وَلَمْ يَكُ مِنْكَ فِي الدُّنْيَا اجْتِهَادُ

إِذَا فَرَّطْتَ فِي تَقْدِيمِ زَرْعٍ ** فَكَيْفَ يَكُونُ مِنْ عَدَمٍ حَصَادُ

اللهم اجعل في قلوبنا نورًا نهتدي به إليك وتولنا بحسن رعايتك حتى نتوكل عليك وارزقنا حلاوة التذلل بين يديك فالعزيز من لاذ بعزك والسعيد من التجأ إلى حماك وجودك والذليل من لم تؤيده بعنايتك والشقي من رضي بالأعراض عن طاعتك اللهم نزه قلوبنا عن التعلق بمن دونك واجعلنا من قوم تحبهم ويحبونك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.